بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:
(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم! إن هذا المال خضرةً حُـلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أطلب أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً إلى العطاء فيأبى أن يقبله، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال عمر: إني أُشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه، فلم يطلب حكيماً أحداً من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفيَّ) صحيح البخاري ومسلم.
لقد سأل حكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، وكان ذلك ثلاث مرات، ثم وجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عفة النفس وعزتها وعدم السؤال، فماذا كان من أمر حكيم رضي الله عنه؟ لقد أقسم بالله تعالى أنه لن يعود لمثل هذا، ولن ينقص من أحداً شيئاً، حتى يفارق الدنيا.
لم يسمع رضي الله عنه الموعظة، ويهز رأسه متأثراً باكياً، ثم يعود في اليوم التالي إلى ما كان عليه، وكأنَّ شيئاً لم يكن.
لقد بقيَّ على العهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه فقد كان يدعوه ليعطيه العطاء فيأبي.
وهكذا استمر حتى خلافة عمر رضي الله عنه، وقد كان يعرض عليه حقه الذي قسم الله تعالى من فوق سبع سماوات؛ من الفيء، فيأبى ذلك تأثراً من موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظل على حاله هذه؛ حتى توفيَّ رضي الله عنه.
بقي مفعول النصيحة إلى أخر لحظة من حياته رضي الله عنه- وحتى واراه الثرى.
هذا هو العمل وهكذا ينبغي أن نكون، نسمع ما نسمع، فنمضي وننفذ النصائح والمواعظ، لتتغير أحوالنا، وأحوال أمتنا، ولكن واحزناه لحالنا.
ما أجمل المال وما أحلاه! ولكن حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أجمل منه، وأحلى وأغلى.
كم كلف حكيماً رضي الله عنه هذا الحب؟ كلّـفه الكثير الكثير.
لقد سطّر لأمتنا دروساً في الصبر، ودوّن لنا كتباً في قوة الهمة والعزم والعمل، رضي الله عنه وأرضاه.
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:
(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم! إن هذا المال خضرةً حُـلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أطلب أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً إلى العطاء فيأبى أن يقبله، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال عمر: إني أُشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه، فلم يطلب حكيماً أحداً من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفيَّ) صحيح البخاري ومسلم.
لقد سأل حكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، وكان ذلك ثلاث مرات، ثم وجهه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عفة النفس وعزتها وعدم السؤال، فماذا كان من أمر حكيم رضي الله عنه؟ لقد أقسم بالله تعالى أنه لن يعود لمثل هذا، ولن ينقص من أحداً شيئاً، حتى يفارق الدنيا.
لم يسمع رضي الله عنه الموعظة، ويهز رأسه متأثراً باكياً، ثم يعود في اليوم التالي إلى ما كان عليه، وكأنَّ شيئاً لم يكن.
لقد بقيَّ على العهد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه فقد كان يدعوه ليعطيه العطاء فيأبي.
وهكذا استمر حتى خلافة عمر رضي الله عنه، وقد كان يعرض عليه حقه الذي قسم الله تعالى من فوق سبع سماوات؛ من الفيء، فيأبى ذلك تأثراً من موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظل على حاله هذه؛ حتى توفيَّ رضي الله عنه.
بقي مفعول النصيحة إلى أخر لحظة من حياته رضي الله عنه- وحتى واراه الثرى.
هذا هو العمل وهكذا ينبغي أن نكون، نسمع ما نسمع، فنمضي وننفذ النصائح والمواعظ، لتتغير أحوالنا، وأحوال أمتنا، ولكن واحزناه لحالنا.
ما أجمل المال وما أحلاه! ولكن حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أجمل منه، وأحلى وأغلى.
كم كلف حكيماً رضي الله عنه هذا الحب؟ كلّـفه الكثير الكثير.
لقد سطّر لأمتنا دروساً في الصبر، ودوّن لنا كتباً في قوة الهمة والعزم والعمل، رضي الله عنه وأرضاه.