السلام عليكــم
ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه أجمعين
تعامله الراقي مع أصحابه ..
لقد
بعث النبي صلى الله عليه و سلم إلى الناس كافة لينشر الدين الحق و يتمم
مكارم الأخلاق فالدين و الخلق متلازمان و لا يكتمل الإيمان إلا بكمال الخلق
و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أكمل الناس خلقا و وضح لنا أن الحث
على مكارم الأخلاق من أصل رسالته التي بعث بها : (( إنما بعثت لأتمم مكارم
الأخلاق ))
و أثنى على صاحب الخلق فقال : (( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه
درجة الصائم القائم ))
من كانت هذه دعوته و أدّبه
ربه فأحسن تأديبه ثم أثنى عليه في كتابه الكريم فقال تعالى :
((
وإنك لعلى خلق عظيم ))
كيف تكون أخلاقه؟؟!!!!
سأذكر موقفا
واحدا فقط و من خلاله يتبين عظيم خلقه و سمو روحه و رقي تعامله ..
إنه
موقف الأنصار بعد غزوة حنين و في وقت تقسيم الغنائم العظيمة على رؤساء
القبائل و المؤلفة قلوبهم و المهاجرين
حتى أن أحدهم ليعطى واديا من
النعم و آخر يعطى فيعود و يأخذ و يعود و يأخذ حتى يرضى
أما الأنصار
فلم يعطوا من تلك الغنائم شيئا !!! .. و وجدوا في أنفسهم على رسول الله صلى
الله
عليه وسلم و ظنوا أن هذا من قلة قدرهم عنده ..
فلما
بلغ الرسول موجدة الأنصار عليه أمرهم أن يجتمعوا و لا يكن معه أحد من غير
الأنصار
ثم قام فيهم خطيبا .. فقال صلى الله عليه و سلم : يا معشر
الأنصار مَا مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ ،!!! وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا
عَلَيَّ فِي أَنْفُسِكُمْ!!!
أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا ،
فَهَدَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَ عَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ ، وَ
أَعَدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ؟
فقال الأنصار لله
المنة و لرسوله صلى الله عليه و سلم
فقال ألا تجيبوني يا معشر
الأنصار .. ( إشارة منه إلى عظيم أدبهم )
ثم رد بنفسه عنهم فقال :
أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَ
لَصُدِّقْتُمْ : جِئْتَنَا طَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ ، وَعَائِلًا
فَوَاسَيْنَاكَ ، وَ خاَئِفًا فَأَمَّنَّاكَ ، وَ مَخذُولًا فَنَصَرْناَكَ ،
وَ مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ.
اعترافا منه بفضلهم و مكانتهم
الكبيرة عنده و في الإسلام حيث كانوا من أوائل الناصرين له و لدعوته و
الناشرين لها
ثم قال في رقة و رحمة و رغبة في استخراج ما في
النفوس من ألم قد حصل في وقت ضعف و رغبة في الدنيا
(( أوجدتم علي في
لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما حتى يسلموا و وكلتكم إلى إيمانكم ..))
ثم
حرك مشاعرهم المحبة تجاهه فقال ..
يا معشر الأنصار أما ترضون
أن يذهب الناس بالشاة و البعير و تذهبون برسول الله إلى رحالكم ..
ثم
أقسم بالله أنه لولا الهجرة لكان من الأنصار و لو سلك الأنصار واديا وسلك
الناس جميعا واديا لسلك وادي الأنصار
ثم دعا لهم فقال .. اللهم اغفر
للأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار ..
فبكى
الأنصار حتى أخضلت لحاهم و قالوا .. رضينا بالله و رسوله قسما و حظا ..
((
ما أسعدهم بهذه الدعوة و بمحبة رسول الله الكبيرة لهم ))
أسلوب
عجيب في امتصاص الغضب و إخراجه من نفوس أصحابه حتى يستقر بدلا عنه الحب و
الوفاء العميق و الرضا و السعادة
أخلاق عالية .. تعامل راقٍ ..
ذكاء إداري .. لطف و رقة عجيبان من نبي الرحمة و الهدى
لقد حًرم
الأنصار من الغنائم بعد مشوار طويل من الجهاد في سبيل الله و نصرة الرسول
صلى الله عليه و سلم في نفس الوقت الذي يرون فيه من كان حديث عهد بالإسلام
يأخذ من الغنائم بلا حساب لكنهم كسبوا محبة باقية إلى يوم القيالمة و دعوة
مباركة
مجابة بإذن الله ليس لهم فقط بل لأبنائهم و أبناء أبنائهم ..
و
بعد هذا كله يخبرهم أنه لهم و معهم و أنهم لو سلكوا شعبا يختلف عن بقية
البشر لتبعهم و سلك شعبهم محبة و تقديرا لهم ..
لم يترك الموقف
حتى يؤثر في النفوس و يملأها غيظا و حنقا بل عجل في معالجة الأمر و جعله
خاصا بأصحاب الموقف دون غيرهم و بكل صراحة و شفافية و محبة عالج الأمر فبين
الفضل و جبر كسر القلوب الحزينة و أسعدها بدعوة صادقة تشمل أجيالا بعدهم
..
اللهم صلِّ و سلم على نبي الرحمة و الهدى ..
اللهم
بلغنا شفاعته و أوردنا حوضه و اغفر لنا تقصيرنا في حقه و ارزقنا الاقتداء
بسنته
تفضلوووووووووو زرونى