بدأ وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد محادثات في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان حول بنود المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بحضور وفد تركي برئاسة أحمد داود أوغلو مستشار رئيس الوزراء التركي.
وقال مراسل الجزيرة حسين عبد الغني إن وفد حماس المكون من ثلاثة قياديين من الداخل واثنين من الخارج سيناقش مراحل تنفيذ المبادرة لاسيما المتعلق منها بالمراقبة الدولية على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
يأتي ذلك في حين يتوقع أن يصل إلى القاهرة مساء اليوم أو غدا الاثنين وفد إسرائيلي برئاسة اللواء عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع لنفس الغرض.
وأفاد مراسل الجزيرة أن كلا من مصر وحماس ترفضان وجودا دوليا على الحدود، ولكنه أشار إلى أن المعارضة الإسرائيلية لوجود قوة دولية على الحدود تتركز على وجود هذه القوات على الجانب المصري من الحدود وليس الفلسطيني.
وكان جلعاد قد قال اليوم الأحد إن مهمة منع تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة يجب أن تقوم بها القوات المصرية رافضا فكرة نشر قوة دولية.
وأضاف في تصريحات لراديو إسرائيل "ما من شك في أن مصر لديها جيش متميز وقوات أمن يمكنها التعامل مع كل الظواهر غير المرغوب فيها من خلال وقفة أمنية لا خلاف عليها".
وأضاف جلعاد الذي يشارك في المحادثات الأمنية مع مصر أنه على النقيض من ذلك فإن أي قوة دولية "ستفتقر للمعلومات الاستخبارية والقدرة على اختراق صفوف هؤلاء الذين ينفذون كل هذا الكم من التهريب وستفتقر للقدرة المتصلة بالعمليات".
|
موقفا حماس والسلطة
وقال القيادي في حركة حماس محمد نزال في تصريح للجزيرة من دمشق أمس السبت إن الحركة تطالب أولا بوقف العدوان وفتح المعابر وكسر الحصار، وإنها مع أي جهد دبلوماسي ينصب في هذه الاتجاه سواء كان مصريا أو تركيا أو غير ذلك، ومع تأجيل أية قضايا خلافية أخرى إلى ما بعد تحقيق هذا الهدف.
وقال القيادي في حركة حماس محمد نزال في تصريح للجزيرة من دمشق أمس السبت إن الحركة تطالب أولا بوقف العدوان وفتح المعابر وكسر الحصار، وإنها مع أي جهد دبلوماسي ينصب في هذه الاتجاه سواء كان مصريا أو تركيا أو غير ذلك، ومع تأجيل أية قضايا خلافية أخرى إلى ما بعد تحقيق هذا الهدف.
ولفت النظر إلى وجود نوع من الاتفاق على المبادئ حول المبادرة المصرية، لكن الحديث يجري حاليا حول الآليات المناسبة لتحقيق تلك المبادئ، محذرا من مغبة الوقوع في الفخ الإسرائيلي الساعي لإيجاد آليات لا تحقق مطالب الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار والتخلص من وطأة الاحتلال.
أما بخصوص الطروحات المتصلة بنشر قوات دولية في قطاع غزة، فجدد نزال موقف الحركة الرافض قطعيا لهذا المقترح على خلفية أن هذه القوات ستأتي لحماية الأمن الإسرائيلي وليس الشعب الفلسطيني الأمر الذي يتناقض كليا مع شرعة الأمم المتحدة التي تجيز المقاومة ضد الاحتلال.
وكان رئيس مكتب الحركة خالد مشعل قد قال إن المقاومة ستتعامل مع القوات الدولية على أنها قوات احتلال.
وفي المقابل نفى رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات صحة هذا التوصيف، مشددا على أن المبادرة تشكل مدخلا عمليا لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار الذي نص عليه مجلس الأمن الدولي.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد في مؤتمر صحفي السبت عقب لقائه نظيره المصري حسني مبارك على أن المبادرة المصرية هي الإطار التنفيذي المناسب لقرار مجلس الأمن الأخير الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
شتاينماير عرض على مبارك المساعدة في ضبط الحدود مع غزة (الفرنسية) |
وفي هذا الإطار وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى إسرائيل اليوم الأحد لإجراء مباحثات بشأن مبادرات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن شتاينماير سيجري مباحثاته مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بهدف وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت منذ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي في قطاع غزة.
وكان شتاينماير قد عرض على الرئيس المصري حسني مبارك خلال اجتماعهما في القاهرة أمس مساعدة بلاده في مجال ضبط الحدود بهدف مكافحة الأنفاق والتهريب على الحدود مع غزة.