تصوير حفيظ بوفدش
نبذ التوتر والخلافات بين الجزائريين والمصريين.. وألف مبروك
للمنتخب الفائز
اتفقت أمس مبدئيا جريدة "الشروق"
الجزائرية وجريدة "الشروق" المصرية، على مشروع مبادرة ثنائية سيتم من خلاله
الإعلان لاحقا عن أرضية الإتفاق الهادف إلى نبذ التعصّب والتطرّف ومختلف
أشكال العنف، وكذا إقرار التهدئة والحكمة والثقل بين البلدين الشقيقين،
الجزائر ومصر عموما، ومناصري منتخبي الدولتين خصوصا، ولهذا الغرض النبيل
والشجاع، أجرى مساء أمس، مديرا الجريدين، الأستاذين علي فضيل وعماد حسين،
مكالمة هاتفية أخوية، ناقشا خلالها مسودّة هذه المبادرة الإعلامية الأولى
من نوعها قبل نحو شهر عن مباراة العودة بين الفريقين الجزائري والمصري
بالقاهرة، واتفقت إدارتا الجريدتين رسميا على إنجاح المبادرة بما يساهم في
زرع بذور الروح الرياضية وحماية الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين
ويقطع الطريق على الأصوات الناشزة ويُخرس غلاة التطرّف والتحريض وإذكاء نار
الفتنة بين شعبين مسالمين وشقيقين.
- نعم
للتنافس النظيف والشريف والروح الرياضية.. ولا للإهانات والحقد والغلّ - قفوا..ألا
ترون الجزائريين والجزائريات أزواجا وزوجات لمصريات ومصريين بالبلدين - رفعت "الشروق" المصرية مبادرة رياضية لتهدئة الأجواء
بين الأشقاء الجزائريين والمصريين، وحملت هذه المبادرة الأولى من نوعها
منذ إندلاع "الحملة" الإعلامية المصرية في حق الجزائر، عنوان: "لا للتعصّب
بين جماهير مصر والجزائر"، كما وجّهت هذه المبادرة تحيّة لجريدتي "الشروق"
في مصر والجزائر "أكبر صحيفتين في كلا الدولتين". - ودعا موقع "الشروق" المصرية الإلكتروني، زائريه إلى
المشاركة في مبادرته الرامية إلى "نبذ التعصب بين جمهوري مصر والجزائر من
الآن وحتى موعد مباراتهما المصيرية المقبلة يوم 14 نوفمبر المقبل بستاد
القاهرة ضمن المجموعة الثالثة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم
2010 بجنوب إفريقيا". - "الشروق" الجزائرية، وهي
الجريدة الأولى في الجزائر برقم سحب 800 ألف نسخة يوميا، لا يمكنها إلاّ أن
تتبنى هذه المبادرة السلمية والشجاعة، التي تخدم الروح الرياضية والمنافسة
النظيفة والشريفة في لعبة كرة قدم، تبقى مجرّد لعبة بغالب ومغلوب، لا
يمكنها ولا ينبغي أن تثير الفتن والقلاقل بين شعبين شقيقين وعريقين
ومترابطين تاريخيا وشعبيا وحضاريا، وعليه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال
لنتيجة "ماتش" وتنافس مشروع وسلمي أن يخرّب هذا النسيج الممتدّ إلى سنوات
طويلة بين شعبين ذابا في بعضهما البعض بالجزائر كما بمصر. - رسالة
نجدة لجريدتي "الشروق" بالجزائر ومصر - وحسب ما أوردته "الشروق" المصرية، تقوم المبادرة على
أساس دعوة الجماهير من البلدين الشقيقين إلى التعامل مع مباراة 14 نوفمبر
على أنها "مباراة رياضية بين فريقين عربيين يستحق كل منهما الصعود إلى
المونديال، ويستحق الفائز بها ببطاقة المونديال التشجيع والتحية والمساندة
من جماهير الطرف الآخر". - وبناء على ذلك، أعلن موقع "الشروق" المصرية أنه
سيقوم خلال الفترة المقبلة، بالإمتناع عن نشر أي من التعليقات التي يبعث
بها زوار الموقع من جماهير مصر والجزائر على الأخبار ومقالات الرأي
المنشورة في الموقع، وذلك في حالة إذا ما كان التعليق متضمنا أية عبارات
الإساءة إلى أي من الشعبين، أو إذا تضمنت عبارات تحرّض على التعصب والعنف. - وأكدت إدارة "الشروق" المصرية، أنها إذ تقوم بهذه
"الخطوة وسط هذا الكمّ من عبارات التحريض والتعصب التي تمتليء بها مواقع
ومنتديات أخرى كثيرة على شبكة الإنترنت، فإنما تؤدي بذلك واجبها الإعلامي
الذي ينبغي القيام به في مثل هذه الظروف، التي لا يمكن فيها سوى تقديم كل
المساندة والتشجيع وأيضا توفير التركيز لمنتخب مصر الوطني المقبل على مهمة
صعبة، مع توفير كل الإحترام في الوقت نفسه للأشقاء في الجزائر". - ودعت إدارة موقع "الشروق" المصرية، زائري الموقع
الكرام في مصر، وأيضا بالجزائر، وفي مختلف أنحاء العالم إلى المشاركة في
هذه المبادرة غير المسبوقة عبر إرسال التعليقات الخاصة بالمباراة كالمعتاد،
طالما لم تحمل أيا من العبارات المسيئة لشعبي البلدين، وفي إطار التنافس
الكروي والرياضي الشريف، "مع مساعدتنا في الإبلاغ عن أيّ محتوى غير لائق من
أجل حذفه أو تعديله وفقا لما نراه مناسبا". - نداء
إلى الضمائر الحيّة لوقف التوتّر وإقرار الهدنة - المبادرة الإعلامية التي أعلنتها "الشروق" المصرية،
جاءت في وقت رفع فيه مصريون فاعلون من العقلاء والحكماء "نداء إلى ضمير
الإعلام في الشقيقتين مصر والجزائر" يدعون فيه إلى الحكمة والرزانة والأخوة
بين الجزائريين وإخوانهم المصريين، وقد جاء في النداء: "بحق الإسلام الذي
يجمع بلدينا، باسم الإنسانية التي يشاركنا فيها الآخرين، باسم الرياضة التي
تهدف إلى تطهير النفس قبل تحقيق الانتصارات، بقدر حبكم لأبنائكم وأبناء
شعبينا وحقهم في الاستمتاع بالحياة بنفوس طاهرة من الحقد والغلّ في
المستقبل". - النداء تمنى أن "تلتقي العقول والقلوب المخلصة في
البلدين على عمل مشترك يهدف إلى تخفيف حدة التوتر الجماهيري وإعادة الودّ
إلى مساره بين الطرفين، وألا نظل مسرحية هزلية يشاهدها العالم ويضحك علينا
كما هو الآن، وقد تتسبب المسرحية في إعادة المباراة، نتيجة لذلك بغض النظر
عن المتسبب"، وأضاف النداء: "نتصور أن تتبنى هذه الخطوة أحد المؤسسات
الإعلامية الجزائرية الكبرى غير حكومية حتى يظل الطرف الحكومي في البلدين
بعيدا عن الحرج، على أن تقوم بتمثيل مصر في القيام بهذه الخطوة قناة النادي
الأهلي كطرف لم يشارك في التدني في الحوار وتبادل الاتهامات بين البلدين
حتى الآن، ولما للنادي الأهلي ولاعبيه من قدر ما من الودّ والحب في نفوس
الجماهير الجزائرية". - إقتراحات
للمصالحة وإيقاف "تسخين البندير" - واقترح النداء المصري الذي نقلته عديد المواقع
الإلكترونية: - 1- أن تقوم "قناة الأهلي" بقبول الإقتراح وتعلن
استعدادها للاتصال بأطراف الإعلام التي تعلن موافقتها على تفعيل المبادرة
من الجانب الجزائري. - 2- فور إعلان الطرفين عن قبول المبادرة تبدأ
الاتصالات بين الطرفين للتنسيق حول بنود إيقاف تبادل الاتهامات ولغة
التسخين من الجانبين. - 3- أن يتم الاتفاق على القيام بعمل إعلامي موحد يسبق
المباراة يهدف لتوجيه الجماهير في البلدين معنوياً ويؤهلهم نفسياً لقبول
النتائج الرياضية دون اتهامات أو أية توابع تلي المباراة أو يتم ترتيبها
على أحداث جرت خلال المباراة على أساس أنها مجرد أحداث رياضية يجب أن ينتهي
الحديث حولها بمجرد إنتهاء المباراة. - 4- يمكن الاتفاق على بروتوكول تعاون إعلامي بين
أجهزة البلدين القائمة بالتعاون أو مع الأجهزة الإعلامية الأخرى التي ستنضم
حتما لهما، لمنع تكرار ما حدث، وتسمح بتبادل إعلامي يزيل الآثار السابقة
في النفوس ويفتح مجالا جديدا للتعاون الإعلامي. - وتمنى النداء "للبلدين الشقيقين ولشعبيهما بكل خير
وكل تقدم"، وتمنى قبول وتفعيل المبادرة "وطيّ صفحة الأيام الماضية إلى
الأبد، مهما كانت نتيجة المباراة، فهي مجرد مباراة كباقي المباريات التي
تلعبها شعوب العالم". - وفي ردّ ضمني على بعض الإعلاميين المصريين الذين
اختاروا التطاول والتحامل على الجزائر بسبب "جلدة منفوخة"، شدّد الواقفون
وراء نداء الحكمة والتعقل، على أنه "ليس هناك أي سبب لأن تتحوّل الرياضة
لأن تكون سبباً للخلاف أو للعداوة والتصارع حول الرياضة، ومهما كانت قوة
التنافس والحماس- وهو أمر لازم ومتلازم مع الرياضة- فإنه في النهاية ما هو
إلا تنافس شريف تحميه الأخلاق ويدعمه الاحترام المتبادل بين جميع أفراد
المنظومة الرياضية". - مبروك
للجزائر إذا فازت ولا تطفئوا النار بالبنزين - وقال هؤلاء "المسالمون" من أشقائنا المصريين في
تعليقهم على الحملة الإعلامية: "ألا يدرك الإعلاميون المفلسون من أي فكر أو
حلول أو قدرة على الإقناع، أن هناك صلات رحم ودم بين شعوب البلدين؟، ألا
يرون الجزائريين والجزائريات أزواجا وزوجات لمصريات ومصريين في البلدين؟،
ألا يعلمون أن هناك من يدرس ويتعلم في مصر من الجزائريين، ومن يعمل في
الجزائر من المصريين وبأعداد ليست قليلة؟، إلى هذه الدرجة كان قصر نظر
هؤلاء المراهقين الإعلاميين الذين يدفعون بشعوب البلدين إلى معارك، وليست
مجرد لقاءات رياضية؟، هل هذا هو دور الإعلام العربي - العربي المأمول في
اللقاءات الرياضية العربية - العربية"؟. - وقال النداء في معرض دعوته لتجاوز الخلافات وعدم
الوقوع في الإنحرافات والتجاوزات: "نشعر بمدى خطر ما يحدث وبأن المباراة
ستمضي وستترك آثاراً ستضاف إلى آثار سابقة لتزيد الجدار بيننا ارتفاعاً
يوماً بعد يوم، في حين أننا يجب علينا كإخوة مسلمين وكعرب وكجيران، ولما
يربطنا من صلات الرحم، أن نعمل جميعا على وضع الحدث - المباراة القادمة -
في حجمها الحقيقي"، وأضاف النداء المصري: "علينا جميعا أن نوقف مهزلة تبادل
السخافات والكلمات الصغيرة التي تعبر عن مدى سطحية وتفاهة القائمين بإشعال
النيران وإثارة المشاعر الجماهيرية، هل يبرر لهم مثل هذا الهدف الرخيص
القيام بإيغار النفوس وإشعال الحقد والغل ثم الشماتة بعد ذلك ولفترات طويلة
طبقاً للنتائج"؟. - النداءات والمبادرات المصرية الداعية إلى السلم
والأخوة والمصالحة بين الأشقاء الجزائريين والمصريين، تأتي في ظل استمرار
بعض وسائل الإعلام المصرية عموما، وعدد من الصحافيين والرياضيين خصوصا، في
صبّ البنزين على النار و"تسخين البندير" واستمرار قصف سيارات الإسعاف
وإطلاق عشوائي للرصاص الفيشنك قبل شهر من مقابلة العودة بين الخضر
والفراعنة بالقاهرة. -
- أديب
بلا أدب وغندور يزرع الشرور - فقد واصل، أول أمس، الصحفي المصري خالد الغندور
الحملة الشرسة التي يقودها رفقة بعض الإعلاميين المصريين، في إهانة
الجزائريين والكرة الجزائرية بعدما صرح على المباشر في برنامجه على القناة
الفضائية "دريم 1" أن الصحافة الجزائرية "غير مؤدّبة" بسبب عدد من المقالات
والعناوين التي تشكك في نتيجة مباراة مصر- زامبيا التي انتهت بنتيجة هدف
مقابل صفر لصالح الفريق المصري. - ولم يتوقف الغندور عن زرع الشرور وإهانة الجزائريين
ورموزهم، حيث لم يستح من إهانة العلم الوطني، فقال بلا إحم ولادستور-على حد
تعبير المثل المصري: "نحن لا يعنينا لا أخضر ولا أحمر ولن نضع للجزائريين
أي إعتبار"، متنبئا بأن الفريق المصري سيفوز بنتيجة عريضة على نظيره
الجزائري، ومتوهما بأن المنتخب الجزائري "معروف بتضييعه للوقت والخداع في
اللعب". - هبل و"زعل" هذا الغندور الذي سكنته الشرور، جاء في
سياق التصريحات الحمقاء والبلهاء والتافهة التي أطلقها مؤخرا الصحفي المصري
عمرو أديب المعرّض لقطع اللسان والتأديب، عندما قال في برنامج "القاهرة
اليوم" بعيدا عن الأدب والأخلاق والأخوة: "نفسي الجزائريين بوكرة
يتنكّدوا"، مضيفا: "إن شاء الله يا رب سيكون الجزائريون معبر المصريين نحو
المونديال"، قائلا: "كما وصلنا إلى كأس العالم سابقا من خلالهم من الممكن
أن نصل هذه المرة من خلالهم أيضا"(..). - أديب الذي تبرّأ منه المصريون وقدّموا اعتذاراتهم
لأشقائهم الجزائريين على ما تفوّه به زورا وبهتانا، قال: "أن هذا الغرور
والصلف الجزائري والاستفزاز والمباهاة بالقوة بضايقني جدا"، متوهما بقوله:
"ساندنا ثورة المليون شهيد، إحنا ألّي طوّرنا الجزائريين وحرّرناهم
وعلّمناهم العربية"(..)، متسائلا بكل تفاهة: "لماذا الجزائريون يكرهون
المصريين؟"، رافعا يداه إلى الله ومتضرعا كالشحّات: "ربّنا إن شاء الله
يعمل حاجة تغيّر الدنيا ونروح لجنوب إفريقيا"، زاعما:"الجزائريون لا يكرهون
المصريين فقط وإنما يكرهون أيضا العرب. !" - ردود وتناول "الشروق" الجزائرية للحملة غير الأخوية
التي قادها ويقودها بعض المصريين، كانت محلّ نقاش وتحليل عبر العديد من
الجرائد والمواقع الإلكترونية العربية، حيث نقلت مقال "الشروق" الذي ردّ
على عمرو أديب، ونقلت باهتمام سخط الشعبين الجزائري والمصري على أديب،
واعتبرت أغلب تلك الصحف والمواقع، أن مقال "الشروق" كان موزونا وبعيدا عن
التجريح في حق الأشقاء المصريين، وأن الردّ كان حصريا وموجها فقط لمهين
الجزائريين بعيدا عن التعميم والإساءة للإخوة المصريين الذين لم يتوانوا في
تحييد "الشروق" والردّ على ابن بلدهم عمرو أديب مطالبين بتأديبه وفاضحين
ممارساته الحمقاء التي لا تمتّ بأية صلة لحسن الجوار والأخوة وقوة الروابط
والعلاقات التاريخية بين الشعبين والدولتين.