تتوجه الأنظار السبت إلى ملعب "اولدترافورد" الذي يحتضن مواجهة نارية حاسمة بين مانشستر يونايتد حامل اللقب والمتصدر وضيفه تشيلسي الثاني في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإنجليزي.
وقد تكون هذه المواجهة مفصلية في تحديد هوية البطل خصوصاً أن الدوري الممتاز وصل إلى مراحله الأخيرة ولا يفصل بين الطرفين سوى نقطة واحدة.
ويدخل فريق "الشياطين الحمر" الساعي إلى الظفر باللقب للمرة الرابعة على التوالي وهو انجاز لم يحققه أي فريق في السابق، إلى هذه المواجهة وهو يأمل أن يؤكد تفوقه على غريمه اللندني في "اولدترافورد" حيث لم يخرج الأخير فائزاً منذ العاشر من مايو 2005 عندما تغلب على فريق المدرب الاسكتلندي اليكس فيرجسون بثلاثة أهداف سجلها البرتغالي تياجو والأيسلندي ايدور جوديونسون وجو كول، مقابل هدف للهولندي رود فان نيستلروي.
لكن مهمة البطل لن تكون سهلة بتاتاً خصوصاً أنه يفتقد لنجمه المطلق واين روني الذي سيبتعد عن الملاعب بسبب معاناته من إصابة في أربطة الكاحل.
وكان فيرجسون متخوفاً من إمكانية أن تكون الإصابة التي تعرض لها روني الثلاثاء أمام بايرن ميونيخ الألماني أخطر، إلا أن المتحدث باسم النادي أكد الخميس أن الفحوصات التي خضع لها روني لم تظهر إصابته بأي كسر، وقال "نحن سعداء بأن نعلن أن روني لم يتعرض لأي كسر. الفحص الذي خضع له كشف عن إصابات طفيفة في الأربطة" دون أن يشير إلى المدة التي سيغيب فيها روني عن الملاعب.
وسيعود روني إلى الملاعب بعد أسبوعين أو ثلاثة بحسب ما أعلن فيرجسون الجمعة.
وكانت شبكة "سكاي سبورتس" كشفت أن روني يواجه الغياب عن الملاعب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع.
وتنفس الإنجليز الصعداء لعدم إصابة روني بكسر لأن ذلك يعني مشاركته في نهائيات كأس العالم، بيد أن غيابه يعتبر ضربة قوية لآمال مانشستر يونايتد الذي يدخل مرحلة حساسة ستحدد مصيره في الدوري ومشواره في دوري أبطال أوروبا إذ يلتقي الأربعاء المقبل مع بايرن ميونيخ في لقاء الإياب بعد خسارته ذهاباً على ملعب "اليانز ارينا" (1-2) بعدما تقدم حتى الدقائق الـ13 الأخيرة بهدف سجله روني بالذات.
وقال فيرجسون "بإمكان البلاد أن تتنفس الصعداء. نحن نشعر بالارتياح. كان هناك إمكانية أن تكون الأمور أسوأ".
ويبدو أن أكثر الأشخاص ارتياحاً لإصابة روني هو مدرب تشيلسي الإيطالي كارلو انشيلوتي الذي اعترف أنه شعر بالحزن لرؤية المهاجم البالغ من العمر 24 عاماً يخرج من الملعب مصاباً لكنه رأى أن غيابه سيزيد من حظوظه فريق في تحقيق الفوز وانتزاع الصدارة التي تنازل عنها لمانشستر بعد أن تربع عليها لفترات طويلة.
وحذر انشيلوتي الذي سجل فريقه 12 هدفاً في مباراتيه الأخيرتين في الدوري (5-0 أمام بورتسموث و7-1 أمام استون فيلا)، أن مانشستر يملك لاعبين آخرين بإمكانهم تعويض غياب روني، مضيفاً "الجميع يعلم أهمية روني، انه لاعب رائع وقدم موسماً مذهلاً. هذه الإصابة قد تمنحنا الأفضلية لكن في بعض الأحيان يقوم الفريق بمجهود اكبر عندما يغيب احد اللاعبين النجوم".
وتابع "أريد أن أذكركم بأننا سنكون أيضاً دون اشلي كول وبرانيسلاف ايفانوفيتش وريكاردو كارفاليو وجوزيه بوسينجوا. قلت دائماً أن اللقب سيحسم في نهاية الموسم، في المباراة الأخيرة. مباراة السبت مهمة جداً لأننا نلعب ضد فريق قوي ورائع في صدارة الدوري. لكننا نملك فرصة، نحن في وضع جيد، مستعدون بدنياً وتحسنت ثقتناً بنفسنا خلال المباريات الأخيرة".
وواصل "لا اعلم إذا كان التعادل نتيجة جيدة، لا أريد التفكير بهذه المسألة. نريد أن نقدم كل ما لدينا وإذا فزنا سيكون الأمر أفضل بالنسبة إلينا".
قد تكون العودة من "اولدترافورد" بنقطة نتيجة ايجابية بالنسبة لتشيلسي لكنها ستكونمفيدة بشكل اكبر للفريق اللندني الآخر أرسنال لأن التعادل بين "الشياطين الحمر" والـ"بلوز" سيعيد فريق المدرب الفرنسي ارسين فينجر إلى دائرة المنافسة الجدية على اللقب خصوصاً أنه لا يتخلف سوى بفارق 4 نقاط عن مانشستر وثلاث عن تشيلسي، وهو يخوض اختباراً سهلاً نسبياً أمام ضيفه ولفرهامبتون.
لكن فريق "المدفعجية" أصبح في وضع لا يحسد عليه بتاتاً لأنه إذا كان مانشستر يفتقد خدمات روني لأسبوعين أو أكثر، فإن أرسنال تعرض لنكسة "كارثية" من حيث الإصابات إذ سيفتقد صانع العابة الإسباني فرانسيسك فابريجاس حتى نهاية الموسم بسبب تعرضه لكسر في قدمه اليسرى خلال مباراة الفريق اللندني مع ضيفه برشلونة الإسباني (2-2) الأربعاء في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وكان الشك يحوم أصلاً حول مشاركة فابريجاس في مباراة الأربعاء بسبب معاناته من إصابتين في ركبته وساقه تعرض لهما الأسبوع الماضي أمام برمنجهام (1-1) في المرحلة السابقة.
لكن النجم الإسباني نجح في الاختبار البدني الأخير قبل انطلاق المباراة أمام برشلونة ما سمح له بالمشاركة وإنقاذ الفريق اللندني من الخسارة بتسجيله هدف التعادل في الدقائق الست الأخيرة من ركلة جزاء بعد خطأ ارتكبه عليه كارليس بويول وتبين في النهاية أن الاحتكاك بين اللاعبين تسبب بكسر في قصبة ساق الأول.
ومن المتوقع أن يكون فابريجاس جاهزاً للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات مونديال جنوب افريقيا التي تنطلق في 11 يونيو المقبل.
وانضم فابريجاس الذي كان سيغيب أصلاً عن مباراة إياب ربع النهائي أمام فريقه السابق برشلونة بسبب الإيقاف، إلى كل من الهولندي روبن فان بيرسي والويلزي ارون رامسي اللذين يغيبان عن الفريق اللندني حتى نهاية الموسم.
كما سيغيب المدافع الفرنسي وليام جالاس لمدة ثلاثة أسابيع على أقل تقدير بعد تجدد الإصابة في ربلة ساقه في مباراة الأربعاء أيضاً التي حصدت ضحية أخرى من رجال فينجر وهو المهاجم الروسي اندريه ارشافين الذي سيغيب عن الفريق نحو ثلاثة أسابيع بعد إصابته في ربلة ساقه بعد 27 دقيقة فقط على بداية مباراة الأربعاء.
وبعيداً عن معركة اللقب، يتواصل الصراع على المركز الرابع المؤهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا بين الثلاثي توتنهام ومانشستر سيتي وليفربول.
ويحتل توتنهام هذا المركز حالياً بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي و4 عن ليفربول، وسيكون الاختبار الأصعب بالنسبة لهذا الثلاثي في انتظار "الحمر" لأنهم يتواجهون الأحد مع برمنجهام العنيد، فيما يلعب توتنهام السبت مع مضيفه سندرلاند ومانشستر سيتي مع مضيفه بيرنلي.
وفي المباريات الأخرى، يلتقي بولتون مع استون فيلا، وبورتسموث مع بلاكبيرن، وستوك سيتي مع هال سيتي، والأحد فولهام مع ويجان، وايفرتون مع وست هام.