شهدت الساحة الرياضية المصرية
بالأمس عكأً كروياً لا مثيل له تباينت أوجهه من حيث الأداء الرياضى حيث ظهر
البطل مكبلاً بينما بدا الناقه تافهاً ، وشتان الفارق بين بطل يترنح ووصيف
يتبجح والخاسر الوحيد هو سمعة الكرة المصرية خاصةَ بعدما شاهد العالم – أو
قل من يهتمون بمشاهدة الدورى المصرى خارج أرض الكنانة – فاصل جديد من
الأخلاق السيئة والسلوكيات المشينة وكل ذلك فى حقيقة الأمر هو النتيجة
الحتمية لسكوت الجميع سواء مسئولى الدولة وإتحاد الكرة وإعلاميو اللحظة عن
موبقات اشخاص من المفترض أنهم قدوة لشباب البلد التى دأب أصحاب الأقلام
والأبواق الصفراء على وصفها بقمة الحماس والإنتماء للمكان الذى يعمل فيه
وهو ما يبدو إما نفاقاً ورياءً أو خوفاً وإنزواءً ، وفى
الحالتين الخاسر الوحيد هى كرة القدم المصرية وسمعتها ، وإليكم التفاصيل .
أصفار حسام
لعب الأهلى أمام المقاولون العرب
مساء أمس واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم على الإطلاق –
أسوأ من مباراة المحلة التى نال فيها هزيمته الأولى والوحيدة للأن ،
تلك المباراة التى لم يذهب الفريق إليها من الأساس – وظهر
الفريق بالأمس مفككاً مهلهلاً أو قل منوماً أو مسحوراً أو به مس إن جاز
التعبير ولم نرى فريق الأهلى البطل الذى عهدناه منذ نعومة أظافرنا . وعلى
الجانب الأخر أدى عامر ، أحد رجال الأهلى السابقين ، مباراة قوية عابها
خشونة لاعبيه وإن تميزت بالإصرار على الخروج بأفضل نتيجة من مبارة الأمس
حيث حاجته الماسة للثلاث نقاط وفقاً لترتيبه المتأخر بالجدول . كان لاعبو
المقاولون رجالاً بالملعب رغم خشونتهم الزائدة عن الحد والمتعمدة والتى غض
الحكم شريف رشوان البصر عنها مراراً وتكراراً وبصفة خاصة بالشوط الثانى
عندما أشار بإستكمال اللعب بدلاً من إحتساب ركلة
جزاء صحيحة ضد نجاتى شمس الدين الذى عرقل الرجل الثابتة لمتعب الذى كان قد
أحكم سيطرته على تمريرة بركات على خط الست ياردات .
غير أن أى من الهفوات التحكيمية
بلقاء الأمس لا تخلى مسئولية اللاعبين والجهاز الفنى عن ذلك الأداء السئ
الذى أدى به الفريق المباراة ، فكان لاعبو الفريق بالأمس عبارة عن جزر
منعزلة – ولقد أثرت أرضية الملعب المبتلة فى حركة
الكرة وفى أداء اللاعبين وثباتهم بالميدان – لكن هناك أمور فنية عديدة أهمها أن الفريق قد غاب عنه كل
من متعب وتريكة وعاشور ووائل فكانوا فى تشكيل الفريق هم الحاضر الغائب إن
جاز التعبير وبدا الفريق مفككاً ولم تكن هناك روح الفانلة الحمراء التى
عهدناها فى لاعبى الأهلى حيث كان كل لاعب فى واد والأخر فى واد آخر اللهم
إلا على فترات قليلة ومتباعدة كنت تشعر فيها عزيزى القارئ أن هناك فريق ذو
وحدة وقوام واحد بالملعب . ولا يعد الأمر لغزاً حيث أن أهم أسباب ذلك
الشتات الذى حل بالفريق فى الدور الثانى رغم الفوز بغالبية اللقاءات
والتربع على القمة هو أن الإنسجام بين النجوم والشباب لم يكتمل بعد لظروف
إرهاق وإصابة النجوم ، أضف إلى ذلك إضطرار البدرى لتغيير التشكيل من مباراة
لإخرى لإن لاعبى الأهلى يكادون هم الوحيدون فى مصر الذين يقابلهم لاعبى
الفرق المنافسة بخشونة زائدة عن الحد أحياناً ما تكون متعمدة .
ولا نسوق أعذار أو نخلق مبررات
أو حتى ندافع عن البدرى ، كما أننا لانعلق الأمر على طريقة
4/2/4 التى طالما لعب بها الأهلى وأجاد وأنجز وضرب الأرقام
القياسية وحقق البطولات ، ولكن نحاول الوصول إلى سر
الخلطة الغائب عن الفريق الذى سيفوز بعون الله ببطولة الدورى هذا الموسم
ونتمنى له التوفيق ومواصلة مشوار بطولة دورى الأبطال الأفريقى بنجاح يعيد
للفريق رونقه ، ذلك الفريق الذى لايزال فى مرحلة البناء وهو ما يستوجب
علينا توجيه الدعوة لجماهير الأهلى الحبيبة بمواصلة دعمها للفريق حيث أنهم
هم اللاعب الأول و السند الحقيقى الذى يستطيع به اللاعبون كسر الملل
والإرهاق والتغلب على ظروف الإصابات والعودة لروح الفانلة الحمراء التى
ستفك الشفرة وتضع حداً لإصفار حسن .
إبرار حسن
يرتبط فريق
المقاولون بعملية الإبرار التى نفذتها كتيبة البلطجية مساء أمس أثناء وفور
إنتهاء لقاء "الفضيحة الأخلاقية" بين الزمالك وإتحاد الشرطة والذى إنتهى بالتعادل الإيجابى 1/1 ليقدم للأهلى خدمة
جليلة وفرصة ذهبية للنهوض من جديد ، حيث شهد لقاء الزمالك والمقاولون تهديد
العميد متقاعد حسام حسن للمدرب المساعد للمقاولون وللحكم الرابع – ذلك الحكم الرابع الذى لم يدون ذلك التهديد والسباب
المصاحب له بتقريره بناءً على توصية ليست مصرية 100% من أيمن يونس على
مصطبة شلبى - هدد العميد
متقاعد بإنزال البلطجية من المدرجات إحتجاجاً على أداء الحكم فاروق الذى
أذعن وإحتسب هدفاً من تسلل واضح على أحمد جعفر .
وكعادة مجتمعنا مر التهديد بالإنزال مرور الكرام وإستمرأ التوأم حسن الأمر
حتى وصل الأمر لذروته وكانت الطامة الكبرى والفضيحة المخزية بالأمس والتى
كانت مقدماتها :
- تكليف مدافعى الفريق باللعب
بحماس يصل لحد الخشونة المتعمدة ضد نجوم الفرق التى يلاقيها وهو ما حدث مع
كل من جدو ووليد سليمان وعبدالله السعيد ثم جمال حمزة . - إثارة الجماهير وشحنها نحو
الحكام ولاعبى الفرق الأخرى وجماهيرها ، وهو ما جعل التوأم يطالب بحماية
جماهير الزمالك بالإسكندرية ثم بالسويس وهو ما تم وتوجه إظلام نصف الملعب
بمباراة بيتروجيت بدخان الشماريخ الذى وصفه العميد متقاعد بالشئ العظيم رغم
تجريمه شوبيرياً وفضائياً . - إصدار البيانات المتلاحقة من قبل
مجلس إدارة النادى الذى يصارع الزمن قبل الثامن عشر من إبريل وهو ما كان
من نتائجه تسهيل فوز الزمالك على غزل المحلة بضربة جزاء مشكزك فى صحتها
إحتسبها ياسر عبد الروؤف بعد تغاضيه عن ضربة جزاء صحيحة للغزل . ومن قبل
حرم سمير محمود عثمان اللاعب محمد المرسى مهاجم الإتحاد من ركلة جزاء
والنتيجة لم تزل بيضاء أتبعها قبل نهاية المباراة بهدف دراماتيكى من خطأ
واضح ضد أحمد جعفر مع أحد مدافعى الإتحاد . - التأثير على اللاعبين بطريقة
جعلت منهم شماريخ بأرض الملعب تنفجر كلما مس الزمالك سوء وهو ما ترجمه حوار
حسن مصطفى لمحمد عبد القادر مرسى بلقاء الجونة فى سوهاج حيث تغاضى الأخير
عن طرد اللاعب فضلاً عن تغاضيه عن إحتساب ركلة جزاء صحيحة للاعب الجونة
بمنطقة الست ياردات وفى الوقت القاتل بالمباراة .
ثم إنفجر الموقف مؤخراً وكان
إبرار حسن فشهدت الساحة الرياضية المصرية ما لم ترى من قبل حيث شارك
اللاعبون جمهورهم فى إستعراض العضلات بالتمثيل تارة وبالبجاحة وقلة الأدب
تارة أخرى إذ بينما مارست الجماهير فجورها وعبثها وتكسيرها للمقاعد
وإلقاءها على مساعد الحكم واصل اللاعبون التمثيل داخل منطقة الجزاء ثم
التبجح فى الحديث مع الحكم توفيق السيد الذى أسهم بشدة فى خروج المباراة
بهذه الصورة المخزية المخجلة للأسباب التالية :
- عدم حسمه لوقائع التمثيل التى
مارسها لاعبو الزمالك داخل منطقة الجزاء بإشهار البطاقة الصفراء ولو للاعب
واحد ممن مثلوا الوقوع بفجاجة داخل المنطقة . - عدم إحتسابه ضربة جزاء صحيحة
لصالح شيكابالا تشابه إلى حد كبير تلك التى تغاضى عنها شريف رشوان لصالح
متعب بلقاء الأمس أمام المقاولون . - عدم تنفيذه القانون بإرتباكه
الملحوظ والذى وصل ذروته عندما لم يفطن لإخراج اللاعب المطرود – حازم إمام
الذى لم يكمل موسمه الثانى بالفريق الأول ولم يصل بعد لمرحلة الفطام الكروى
والذى ضرب يد الحكم فى واقعة لا تستحق إلا الشطب من سجلات اللعبة ...
لكنها إدارة الكرة فى مصر ! لم يفطن الحكم لإخراج
اللاعب المطرود من الملعب إلى غرفة خلع الملابس يشاركه فى ذلك الحكم الرابع
الذى كان يشاهد المباراة كأى متفرج عادى .
وأخيراً ... أخيراً تقع
المسئولية على جهات عديدة بالدولة ممثلة فى المجلس القومى للرياضة الذى
لايجدر به ترك الحبل على الغارب بهذه الطريقة الغريبة التى قد تنتج عنها
كارثة حقيقية سيكون مسرحها ستاد بورسعيد حيث المصرى المترنح والزمالك
المتبجح خصوصاً إذا ما خسر المصرى أى نقاط هو فى أمس الحاجة إليها للهروب
من شبه الهبوط بينما الزمالك يتعلل بكوابيس الفوز بدورى بعيد المنال . ثم
يأتى إتحاد الكرة وقراراته وعقوباته الغير منطقية والعير عادلة بالمرة –
والكرة اليوم بملعب لجنة المسابقات ولجنة الإنضباط ولسوف نرى ما ستسفر عنه
الإجتماعات التى ستتمخض عنها العقوبات - ومن بعد
إتحاد الكرة يجئ دور السيد وزير الإعلام بل والجهات المعنية العليا بالدولة
إذ لا يصح أن يتدنى مستوى الأداء الإعلامى بمصر لهذه الصورة الفجة التى
نراها ونسمعها ونقرأها يوماً بعد الأخر والتى من نتائجها – وهو ما لا نتمنى
حدوثه – ضرب وحدة الصف بين جموع الجماهير على إختلاف ميولها وإنتماءاتها
والذين يمثلون حتماً عصب الأمة وقوام البلد وشبابها الذى نرده صالحاً يدفع
مصر للأمام بعيداً بالروح الرياضية الحقة وبفهم كنه الرياضة الذى يتمثل
الغرض الرئيسى منها للجماهير فى الترفيه والترويح عن النفس وغسل أحزان
ومتاعب الحياة بعيداً عن المصاطب الفضائية وإعلام اللحظة وأصفار حسام
وإبرار حسن .