الشيء العجيب والأغرب الذي يمكنك مشاهدته في أي مسابقة في العالم،
تستطيع أن تجده في الدوري المصري .. فيلم أو مسرحية هزلية تطل علينا كل
موسم وبالتحديد منذ خمس سنوات احتفظ خلالها الأهلي بدرع الدوري بلا منافس.
فاكرين كتاب نظيرة بتاع سمير غانم ؟؟ الدوري حاليا مثل صفحات هذا الكتاب
تماما، يحمل العديد من الأطباق وطرق الطهي اللذيذة والصور "اللي تفتح
النفس للأكل"، ولكن المهم من يقوم بطهيها؟ ومن يتذوق ويعطي رأيه؟ ومن يصاب
بتلبك معوي ويذهب للمستشفي؟ ولكن في النهاية يبقي الكتاب صاحب الاسم
الرنان.
السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: متي ستفوز أندية الدوري باللقب وتقوم
بكسر الروتين الممل الذي نراه كل موسم إذا كان الأهلي بطل المواسم الخمس
الماضية يقوم حاليا بتكوين فريق جديد اغلبه من الوجوه الشابة، ويعطي الراية
أيضا لمدرب وطني اخذ أول فرصة كمدير فني علي حساب فريق مثل الأهلي وهو
حسام البدري وما زال في طور التجربة علي الرغم من نهاية الدور الأول.
غاب محمد ابوتريكة ومحمد بركات ورحل فلافيو وانهار مستوي جيلبرتو واحمد
فتحي ومازال احمد عادل في سنة أولي حراسة مرمي رغم إجادته، بجانب عدم ثبات
مستوي العديد من النجوم التي نالت ألقاب المواسم الخمس الماضية ..هاتكسبوا
امتي طيب؟؟!
الغريب ان جميع فرق الدوري انحصرت طموحاتها فقط في الفوز علي الأهلي كل
موسم، ولنكن واقعيين شيء ما وخاصة هذا الموسم، فمن ينظر إلي نتائج وترتيب
جدول الدوري يجد انه بالرغم مما ذكر عن وضع الأهلي، إلا انه الأول وبلا
منافس، بل انه لم يخسر أي مباراة طوال الدور الأول.
من ينظر إلي مباريات الفرق المُطارٍدة – وليست المنافسة – للأهلي سيجد
إن الإسماعيلي علي سبيل المثال يقوم بالإعداد لمباراة الأهلي كما لو كانت
مباراة بطولة كما يصفها البعض، ويسعى جمهوره إلي الشحن المعنوي و"اللفظي"
بلا أي داع سوي الاحتفال بالفوز علي الأهلي، ثم يقع في اللقاء التالي وكأنه
.. واحد ضاعت تحويشة عمره في البورصة.
المصري البورسعيدي أيضا يحمل نفس الصفة، فالفريق هذا الموسم أدي مباراة
جيدة أمام الأهلي وتعادلا في بورسعيد، لكن أين موقعه الآن في الجدول ؟؟ّ!
هل تعليمكم توقف عند كلمة الأهلي فقط ولم تتعلموا غيرها؟؟ فعلا حاجة تحير
والله العظيم.
المضحك في الأمر أن جميع مطاردي الأهلي هذا الموسم وهم بتروجيت
والإسماعيلي وطلائع الجيش في كل مرحلة بالدوري يلعبوا لصالح الأهلي،
فالأهلي إذا تعادل يتعادلوا .. ويفوز الأهلي فيفوز احدهم ويقع الآخر ولكم
في نتائج الأسبوع الأخير للدور الأول مثالا صارخا.
الوحيد الذي نجا من صفحات "كتاب نظيرة" هو الفريق السكندري الجميل، زعيم
الثغر وسيد البلد هو الذي استطاع أن يؤدي قبل مباراته مع الأهلي وأثناءها
وبعدها بنفس المستوي، وتمكن من وضع علامة بارزة تحسب للاعبين ومدربهم
كابرال علي الدور الأول .. فتحية للاتحاد السكندري.
اعرف أن العديد سيوجهون النقد لي ويتهمونني بأنني انتمي للأهلي وأتهكم
من تلك الفرق، واعرف أيضا أن هناك من سيتهمني بأنني حاقد علي الأهلي، ولكن
من يحتكم لصوت العقل ويفكر في حال كرة القدم في مصر سيصل للباب الخفي الذي
لم يره احد وتوقفت معه الطموحات بدون أسباب.
وما يدعو للسخرية إن اغلب الفرق سواء الصاعدة أو الباقية في الدوري
دائما تلقي بالاتهامات وأسباب التراجع علي مؤثرات خارجية ليس لها علاقة
بكرة القدم وأصبحت تلك هي ثقافة القائمين علي الأندية المحلية ويصدرونها
للاعبين والمدربين أيضا.
أيها المسئولون عن إدارة أندية الدوري .. لا تملئوا الدنيا بالتصريحات
والخزعبلات التي نسمعها مع كل بداية موسم من أن الفريق الفلاني سيكون
وسيعمل وسيضع بصماته وما إلي ذلك .. فإذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ..
وجاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم .. وسيبكم من المروحة.